Thursday, July 19, 2007

ختان البنات 1

موضوع ختان البنات هو من المواضيع المتشابكة والتي ترتبط بالدين والعلم والعادات الاجتماعية
ونلاحظ مؤخرا لهجة شديدة العصبية من منظمات حقوق المرأة والمنظمات التي تدعي الاهتمام بالطفولة والأمومة
تدعي هذه المنظمات بأن الختان للبنات عادة قديمة ضارة وهي فقط تمثل للعنف الواقع طوال التاريخ علي البنات واهانتها بشتي الطرق والاساليب من الرجل والمجتمعات البدائية والمتخلفة.
وتدعي أيضا أن كلام الطب في ذلك الموضوع محسوم تماما وانه لا يعدو الا ان يكون تشويها متعمدا نفسيا وجسديا للمرأة
بل ان الأمر ليتوسع ويصل الي مهاجمة ختان الذكور كحق من حقوق المرأة عند الكثير من الناشطات !!!
الا أن تلك المعركة مؤجلة فقط الي حين الانتهاء من حسم معركة الختان بالنسبة للبنات.
والمتابع لتاريخ الحركات النسائية يعرف مدي ثورتهم وعنفهم منذ ستينيات القرن العشرين وحتي الان, وبالرغم من قدم تلك الجمعيات الا انه ومنذ الستينات السابقة اتجهت تلك الحركات الي ان تكون اكثر عنفا من الناحية المنهجية والسياسية ومن ناحية النفوذ أيضا.

كل ما أريد أن أوصله هنا هو أن موضوع ختان البنات ليس هو ذلك الموضوع المحسوم في الغرب ذاته سواء كان حسما دينيا أو علميا حقيقا.وذلك بالرغم من كل ما يشاع بأن الأمر محسوم ومجرد مناقشته لهو من الرجعية والتخلف.اذ أن الغرب ذاته كان يقبل فكرة ختان البنات بأريحية علمية تامة قبل وجود تلك الحركة النسوية العنيفة في ستينيات القرن الماضي
وقد كانت الأبحاث العلمية تنشر بحرية تامة حول ذلك الموضوع قبل التارخ المذكور
الا ان الحرية الغربية المزعومةتنكشف أمام ضغط المنظمات النسوية علي مختلف الميادين العلمية والاجتماعية كما انكشفت عند الجميع عندما جرموا حرية البحث التاريخي للهولوكوست علي سبيل المثال.

ولننظر للموضوع بدون تعصب وبحياد الي النظرة الاجتماعية والدينية والعلمية لموضوع ختان البنات

النظرة الاجتماعية

بصراحة هي أقل النواحي أهمية بالنسبة لي,وذلك لاقتناعي أن هناك أشياء تحدث وتصير عادات اجتماعية بدون فائدة أو بدون وجه حق أوحتي مع ضررها.
والحكم علي شيء ما لا ينبغي أن يخضع للعادات الاجتماعية السائدة ذلك أنها هي نفسها متغيرة وقد لا تستند الي تأصيل كافي من النفع المتأكد أو العلم أو الدين.
وبالرغم من ذلك أود التركيز علي بعض النقاط الاجتماعية.
هل الختان للمرأة هو نظرة دونية واهانة للمرأة كما يقولون؟؟
الاجابة الأكيدة هي لا.فاننا نجد الرجل يختتن ولم يشكو أبدا من العنف الجسدي والنفسي الذي يمارس ضده.بل اننا لم نسمع أن هناك منظمة رجالية ظهرت لتندد بختان الرجل وبذلك العنف الممارس ضدهم.
لم يسمع أحدنا ذلك الا من المنظمات النسائية مؤخرا فقط للتنديد بالعنف ضد الأطفال.
وكأن البشر والتراكم الثقافي والحضاري لهم لم يكن كافيا قبل عشرين سنة لاثارة مثل ذلك الموضوع!!
اذن فالرجل ليست عنده حساسية ضد هذا الفعل بل ويعتبره طهارة, فما هو الاختلاف بالنسبة للأنثي حتي يصرف اللفظ عن الطهارة الي التشويه والعنف الممارس ضد المرأة.ان من صرف اللفظ بالنسبة للمرأة سيصرفه أيضا بالنسبة للرجل وهي احدي معاركهم القادمة.
وتبقي لنا نقطة في هذا المجال وهو ان المجتمعات لم تنظر أبدا لختان البنات علي أنه عنف جسدي أو اهانة بل بالعكس فمن الطرق التي كان الناس يستخدمونها في الماضي عند اهانة رجل أو توبيخه أن يرموه بأن أمه غير مختتنه.بمعني أن العكس هو الصحيح فقد كان وسيظل (عند ذوي الفطرة السليمة) مكرمة للنساء.
لم ينظر المجتمع لختان البنات علي أنه اهانة للمرأة ولا عنف جسدي يوجه ضدها.بل ان القليل من الناس لاسيما في العصر الحديث هم من ينظرون اليه علي أنه للتقليل من الرغبة الجنسية الزائدة للمرأة. أما في عصور الفطرة فقد كانت نظرتهم له أنه طهارة ومكرمة للمرأة.

سنتناول فيما بعد النظرة الدينية والعلمية لختان البنات باذن الله تعالي.

No comments: